د. محمد المعموري
لم أكن اتمنى ان اتطرق لهذا الموضوع بشكله الصريح الذي سأتناوله لولا انني تجردت من ذاتي وتطاولت عليها لأكتب في موضوع كنت "المح "له من بعيد من خلال كتاباتي عن شر ما لحق بنا من "منصات التواصل الاجتماعي " فوجدت أن لهذا الموضوع أثر كبير أصبح ينخر اخلاق المجتمع العربي ليتعدى على عاداتنا وتقاليدنا ، والأكثر ألم وغرابة أن لهذه المواضيع أصبحت برامج تعرضها ، وانها تعرض بشكل مباح وتستقطب شريحة واسعه من المجتمع ولا يجد من يقدمها على قناته في اليوتيوب اي حرج أو أن يعرق جبينه مما يعرضه بل أن الضحية من جراء زنا المحارم تظهر صورتها وتتكلم بشكل وكأن هذا الأمر أصبح ظاهرة وان ما أصابها من تعدي عليها و على اخلاق المجتمع هو المادة الأكثر رواجا لصانع المحتوى "الذي بلانا الله فيهم" .
زنا المحارم أسبابه وكيف نبعد أبنائنا من شره ؟
في السنوات الاخيرة تكاثرة في مجتمعنا ظاهرة زنا المحارم والتي كانت في ما مضى من السنين تعتبر من العيوب التي تلصق بفاعلها وعار يلاحق الفاعل وعائلته بل يصبح منبوذ ويتجنب التواصل معه ومع عائلته اذا كشف فعله ، وكان زنا المحارم اذا ما وقع في اي عائله تكون مصيبه لتلك العائلة بل تسارع تلك العائلة على اخفاء اثاره والقانون كان ولا يزال يعاقب عليه اشد العقوبات ، ولا ننا في عصر منصات التواصل فقد كشفنا "سترتنا "وتبجحنا بفعلنا فتساقطت من على جبين فاعلها قطرة "الغيرة " واصبح المتاجرين بهذا الموضوع يسعون جاهدين لإيجاد الضحية وتشجيعا لكي تكون المادة الاكثر رواجا في تلك المحتويات الهابطة لتعزز لديهم مشاهدات يكسبون من خلالها رزق سحت والله المستعان .
اما من اهم اسباب زنا المحارم هو ما يشاهده الشاب من مواضيع هابطة لذات الموضوع فاصبح سهل عليه تجربته وكذلك اصبح استخدام الموبايل في مشاهدة الافلام الاباحية مباح مما يثير الغريزة لدى هذا المراهق الذي وجد ان مقومات المراقبة العائلية وتتبع الابناء داخل البيت قد هدمت فاصبح الاب والام لاهين عن ابنائهم في جو افتراضي وكل منهم قد وجد غايته في مشاهدة ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي مما اتاح لهذا النفر المريض من التبضع من تلك البرامج او الافلام لان ليكون فارسا للشيطان .
ومن اسباب هذا السلوك المشين ايضا عدم زرع الخوف في قلوب ابنائنا من هذا الفعل المشين فلم يأخذ الاب دوره في توعية ابنائه دينيا وتقويمهم اخلاقيا لكي يكون لهذا الفعل ما يكبح الشاب عن فعله بأقرب الناس اليه من عائلته ( اخته او امه او عمته او خالته )وكل ما يحرمه الله علينا ، وما ينكره ديننا الحنيف لهذه الظاهرة الذميمة ، وكذلك من اسبابه هو عدم احتشام الام او الاخت او ... في ملبسها داخل البيت بحجة انه ابنها او اخوها .... وتنسى ان للمراهقة مع قلة المراقبة وعوز الثقافة الايمانية سطوة للشيطان لا تجعل هذا المغفل او ذاك يدرك لنظره حدود بل ان للحشمة واجب على جميع من يتواجد داخل البيت ، وكذلك خصوصية البنات وغرفهم وعدم السماح للابن من الدخول في غرفة اخته او امه وتجنب هذا لان الخصوصية في هذا المجال يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار .
والسبب الاكثر تأثير على عقل بعض الشباب ممن يقومون بهذا الفعل هو تناول المخدرات والتي اصبحت رائجة في مجتمعنا العربي وتناول الخدرات التي شجعت على زنا المحارم لان من يتعاطاها يصبح كالحيوان فلا يميز الصح من الخطأ ولا يعرف سوى ما تمليه عليه حوانيته التي يقودها عقله المغيب بواسطة حبات المخدرات فلا يدرك نفسه ولا يعلم في اي طريق تذهب به قدميه ، ومن المخدرات تكثر ظاهرة الشذوذ والعياذ بالله وتزداد ظاهرة المثلية (ولا اريد ان اتطرق لهذه الحالات فإنني والله وانا اكتب تحتاج نفسي لأتطهر مما اكتبه لولا انني اعلم ان ما اقدمه رسله ... والله المستعان ) .
وهنا يجب ان نؤكد على ضرورة متابعة ابنائنا وتثقيفهم دينيا وتسليحهم بقيمنا الاخلاقية ويجب ان يعلم ابنائنا حدود الحلال والحرام ويجب ان تأخذ الام دورها في تثقيف ابنتها ومتابعتها في ملبسها داخل البت او خارجه وان تراقب اجهزة التواصل كالموبايل والحاسوب والتاب وان تمنع ابنتها من وضع رقم سري لكي تكون الام على تلك الأجهزة هي رقيب وكذلك على الاب تثقيف ابنه وتخصيص وقت كافي للجلوس معه ومراقبته والتعرفة على اصدقائه وكما فعلت الام هو يفعل ... اذا فعلنا هذا مع ابنائنا سنمنع هذه الظاهرة الذميمة من الانتشار في مجتمعنا العربي ...
كم من الاباء يخصص لأبنائه وقتا لسماع مشاكلهم او يثقفهم ثقافة دينيه واجتماعية تجنبهم فعل المشين من الافعال ؟!..
والله المستعان .
كاتب واحث عراقي