عندما نفتح اورقنا لنمر عليها بعد ان نتجاوز محنة او ينعم علينا الله سبحانه وتعالى من مرض ، تتناثر تلك الاوراق لتعلن عن ماض ذهب فتتطاير معها الالام ولم يبقى من تلك الالام الا ذكرى فمنا من يتذكر ومنا من يعتبرها ذكرى (لعلهم يتذكرون ) ، فينسى اغلبنا ان نشكر الله على زوال " نغمة "كرونا والتي اوقفت العالم باسره وشلت حركته فتوقف او كاد ان يتوقف نبض الحياة حتى ان الاب والابن تفرقا لكي لا يصيب احدها الاخر واصبحت في تلك الفترة ثقافة التباعد واقع فعجز الانسان من ان ينتصر على فايروس ميت تحيه خلاياه داخل جسده ... وجميعها بقدر الله سبحانه وتعالى فاراد رب العزة ان يرجعنا اليه ... فهل رجعنا ؟.
ولأني عشت تلك المرحلة المرة وتذوقت طعم هذا الفايروس وايقنت ان جنديا من جنود الله قد دخل جسمي ليحارب معصيتي او انه انذار من ربي لكي اتذكر ولا زلت "اشكو" نفسي التي نسيت تلك الايام المرة كحال البشر وخاصة عندما نكون في شدة ندعو الله مخلصا له وما ان تنقشع تلك المحنه بجود لطففة ننصرف الى المعاصي ناسبن متناسين فضل الله علينا . والله المستعان ... ارجع فأفول انني تكلمت كل هذا الكلام لكي امر فاجد ما يناسبني من كلمات في وصف لدكتور سباح محسن لقد كان طبيب وقبله كان انسان فلم يخيفه انتقال الفايروس اليه بل كان يجزم بانني لم اصب بهذا المرض لانه على يقين ان قلق عائلتي وتخوفهم سوف ينعكس على تصرقدفاتهم امامي وبالتالي فان حالتي النفسيه ستسوء ولكن ....
استمر د. صباح بملازمتي وكانه يقول لي حارب الفايروس وانا معك فتلاقت كلماته التي لم ينطقها مع المي الذي كان يجعل من ليلي نهارا ومن نهاري نهارا طويلا فوق الم الارق الذي اصابني من جراء ماصاحب هذا المرض من اعراض ... لم يتركني يوما بل سهر معي حتى ساعات الصباح الاولى وكان برنامجه كله يشملني بلطفه ..
دكتور صباح ليس فقط معي هكذا فهو انسان قبل ان يكون طبيب وهو طبيب بقلب انسان تتجرد امامه الدنيا ليكف بصره عنها ويتخذ طريقا معاكسا في جوف ليلها فيصبح قرير العين وهو يحسن تعامله مع نفسه اولا ومن ثم مع الناس فهو الطبيب الذي لايحمل الناس عبء الوصفة الرنانة وهو الطبيب الذي كنا نسمع عنه قديما يكتم اسرار مرضاه ولا يتاجر في ألأمهم وهو الطبيب الذي تراه ودودا طيبا ويمتلك من الحنيه مايفوق وصفي وان كنت اصفه بمقالات عده .
تاجر عدد من الاطباء بالإلام مرضاهم ووقف معظمهم مع المريض ضد المرض وكان من بينهم د. صباح المعموري .