" كفاءة الطرق " بقلم : مسلم العمري @alamri_musal
أثبتت الطرق الداخلية في محافظة ظفار كفاءتها، ليس ذلك فحسب، بل تحقق ذلك من خلال حركة الانسيابية طوال العام عدا بعض المواقع السياحية لفترة محدودة، وهي من نهاية يوليو لمنتصف أغسطس.
ويجدر بنا الإشارة إلى ما تمَّ تحقيقه من توسيع للطرق الداخلية والطرق التي تربط بين مركز المحافظة صلالة وباقي الولايات، وما تم تحسينه طيلة السنوات الماضية. تمَّت الإشارة إلى عموم البنى التحتية في السلطنة في سيح الشامخات عندما تردَّدت مقولة "تكاد البُنى التحتية تكتمل"، وهنا نتبيَّن حجم الإنجاز وتكلفة المشاريع التي أرهقت الميزانية العامة.
ميناء صلالة ومطارها الجوي يُعتبران النافذة الكبرى على العالم، ويتمثل ذلك عبر الخطوط الدولية التي تربط العالم بالسلطنة والمحافظة. ولقد أحدثت الطفرة العمرانية للمركز تمددا كبيرا لمدينة صلالة باتجاه الشرق مدينة صحلنوت ومخطط عوقد الثلاثة، مما زاد من أعداد السكان الذين شكلوا ضغطا على البنى التحتية.
ومع هذا التوسع والزيادة، تم تنظيم الطرق وتوسعتها في مركز المدينة، وذلك عبر الجسور والإنفاق، وإضافة مسارات جديدة. أما الربط مع بقية الولايات، فكان طريق مرباط المزدوج هو الأهم من حيث الجودة وانسيابية الحركة؛
فعلى سبيل المثال يُمكن التفرع من هذا الطريق السريع إلى النيابات الجبلية والمناطق الريفية باتجاه ولاية مرباط من خلال ثلاث عقبات؛ هي: عقبة غدية، وعقبة أشور، وعقبة حشير، والتي تؤدي إلى دربات طوي أعتير جبل سمحان جبجات. ويمكن أن نقيس على ذلك بقية العقبات والطرق الجبلية؛ مثل عقبة اقرعوت المؤدية لنيابة مدينة الحق وناشب والسان وحمرير واسير وأتين وقفطوت واقيشان، وتتلاقى معظم هذه الخطوط بخط رئيسي طولي يسمى خط القطن. إنَّ هذه الانسيابية الجميلة في شبكة الطرق تؤدي دورها على أكمل وجه وتقرب المسافات لسكان الجبال والمحافظة والزوار القادمين إلى ظفار.
ويبدو أن شبكة الطرق المميزة تقوم بدورها طوال العام ومن البديهي عندما تتلبَّد الغيوم لفترة وجيزة واجتماع أسباب مختلفة، تسقط بعض الكلمات التي تحجم دور شبكة الطرق وكفاءتها في ظفار. لن يتوقَّف التطوير وتحسين شبكة الطرق في السلطنة،
ومن الملاحظ هناك مناقصات طرحت وأسندت للتوسع وتلبية الاحتياجات الأولية للطرق في المخططات السكنية. ولعلنا نراها في القريب العاجل؛ مثل: شارع السلطان تيمور وشارع الفاروق-صحلنوت وتوسيع شارع زورار المعمورة إلى عين أرزات، وبعض التنظيم في الطرق الداخلية في عوقد.
جمالية الطرق وتعزيز كفاءتها وتحسين مساراتها مستمر، ولن تتوقف عجلة التنمية، بل ستمضي لتحقيق التقدم والازدهار، ويجب الوقوف على النقاط الحقيقية ودراسة وتقييم الأولويات التي تزيد من كفاءة الطرق في المستقبل.
فعندما يُشارف أغسطس على الانتهاء ويبزغ شهر سبتمبر، سأنعطف تحت جسر الغوارف باتجاه برج النهضة ثم باتجاه شارع 23 يوليو لأجد المدينة الحالمة صلالة.