الدكتور المهندس / محمد المعموري
النجاح هو مجموعة عوامل تجعل الفرد قادر على ان يتميز على اقرانه سواء كان هذا النجاح في المدرسة او في العمل او من خلال ( الكرزمة ) التي يمتلكها الفرد داخل المجتمع .
قليل منا من يدرك ان النجاح هو هبة الله ، وهي دافع يوفق الله الفرد على سلوكه واكثرنا يعزوا النجاح الى فشله في جانب ليكون له دافع الى النجاح في جوانب عدة ، وقليل منا يسعى للنجاح لكي يثبت لشخص انه ناجح فيهلك نفسه ليكون ذاك الناجح وهذا النوع من النجاح متارجح لانه معتمد على ردود افعال لا على الابداع والتصميم على الابداع والنجاح ، فليس المهم ان نثبت للناس اننا ناجحون او نسعى لكي يرى من يريد ان يرانا اننا ناجحون ، المهم ان نوظف هذا النجاح لنجعله مثلا يقتدى به لاجيالنا ومن سياتون بعدنا ، وحقيقة ليس الالم من يخلق النجاح والحقيقة ان النجاح هو من يزبل الالم ، والشخص الناجح لايلمس نجاحه داخل نفسه ولكنه يراه في اثار وتاثر من حوله ، وحتى في هذا لاينسب لنفسه النجاح لأن النجاح ليس مادة ولا كميه النجاح سلوك وفعل يتاثر به من حولنا فيقييم النجاح من يتاثر يه .
وعودة الى مابدأنا فاننا بصدد شريحة من المجتمع تتاثر وتاثر في المجتمع بل هي المجتمع كله ، لان نهوض البلدان يبدأ وينتهي بالشباب ، فكيف لنا ان نقييم نجاح الشباب في المجتمع وكيف لنا ان نهيء للشباب القاعدة التي ينطلق بها الشباب للابداع والنجاح ، قد تكون تسائلات يعتقدها بعضنا تسائلات ( روتينية ) ولكنها بالتاكيد تسائلات جوهرية ، ولكي نثبت انها جوهرية علينا ان نبين ابعادها ومفرداتها ونتائجها وعواقب المسيء منها .
عندما كنا شباب كان اهلنا يتباهون امامنا باننا مجتمع محافظ نحترم التقاليد ونربي ونتربى عليها ، وكان كثير من ( ابائنا واجدادنا ) يقارنون بين تربية الغرب وتربية العرب بلخصوص وكنا نسمع لهم ونتباهى كما هم يتباهون ، هم سمعوا وملئوا ثقافاتهم وقناعاتهم بهذا الخيال ونقلوه لنا فكنا نحمد الله كثيرا ( وهو يستحق الحمد على كل حال ) على نعمة اننا خلقنا في ارض العرب ... ( الحمد لله ) ، وعندما كنت اسافر بين بلدي وبين بلدان الخليج كنت ارى الغربين في المطارات او في الطائرات يحملون معهم كتاب وانا احمل بيدي مبايل لاقلب به الاخبار او ارى مانشر الاحباب ، "واتسائل هل لازال الغرب لايمتلكون ثقافة التطور التي احملها " .
ونحمد الله ...
قدر الله وعشت في الغرب ، رايت ان العوائل اكثر ارتباط باطفالها منا ، ورايت ان الاب والام يراعون اطفالهم ويتابعونهم اكثر مما نفعل ، ورايت ان المدارس مع العوائل تشترك في تنمية افكار وابداعات ابنائهم دون تمييز ولا تغييب لاحد ، ورايت ان العوائل اكثر حرصا على اطفالهم من عوائلنا ، مثلا المدارس لاتسمح بان ياتي الطفل وان كان بيته بجوار المدرسة الا مع امه او ابيه ، ورايت ان المعلم يقف في نهاية اليوم في الباب الرئيسي امام طلابه ليرى ولي امر الطالب وهو ياخذ ابنه ، ورايت ان العائلة تتابع ابنائها اكثر من عوائلنا ورايت ان المكتبات تعج باولياء الطلاب مع ابنائهم ليعلموا ابنائهم كيفية القراءة واستلام الكتاب من المكتبة بل رايت كيف ان الام او الاب يجلس لساعات في المكتبه ليقرا لابنه قصه او ياخذ الالوان ليلون مع ابنه رسمة او يشجعه ليسمع او يستمع الى قصة ، نعم اهتمام منقطع النظير اهتمام بالطفل لايشبه اهتمامنا ، ليس فقط في شراء الملابس او جلب الهدايا ، لا بل حتى في اماكن اللعب التي هي كثيرة في تلك البلاد والتي اصبحت عندنا شبه متواجده .
وعندما يكبر الابن هنا تبدا المفارقه ... عندما يتخرج من الثانوية يكون قد بنى ثقافته وكون شخصيته واعتمد على ماتعلمه من اهله ومجتمعه ، عندما يختار الشاب كليته وحياته وهو المسؤل عن تصرفاته ، ونحن في مجتمعنا نراقب ابنائنا في هذا السن ونفول انه السن الخطر ( سن المراهقة ) ونبدا باختيار الكليه والاصدقاء والوقت و,,,,, فيبقى الشاب متخوف من اختيار طريقة الصح وينتهي به المطاف انه يخشى من ابيه ان يانبه على اي تصرف يعتقد الاب انه خطا دون مراعات فرق الجيل بينهما ، وكذلك يبقى الابن ينظر الى يد ابيه ليعطيه المصروف، وفي الغرب الطالب بعد الثانويه او بها له ساعات عمل اسبوعية يعمل بها وكذلك لديه دعم من دولته لدفع مصاريف كليته ومايحتاجه لحين تخرجه ، اذن تكاملت الشخصية شاب يعتمد على نفسه في حياته ويختار طريق نجاحه ويعلم مايفعله وكذلك لديه فرصة للعمل بعد تخرجه , ولا زلنا نحمد الله على تربيتنا التي تربينا عليها ، واليوم اصبح المبايل هو من يربي اجبالنا وفي الغرب الكتاب هو من يربي اجيالهم لذلك العلم يزدهر عندهم وينجح الفرد دون ان ينتظر الشخص الذي يظلمه او يانبه ليسعى ليثبت له انه ناجح او ان يكون ناجح لانه ارد لنفسه التمييز والنجاح .
واخيرا اتسائل من يخلق النجاح للشاب ؟....
هو ... ام عائلته .... او المجتمع !!!! ...