من يتابع الشأن العُماني ويهتم به، أو من هو على دراية بالتحركات، السعودية النشطة ، سوف يلاحظ ويشعر ببعض التغييرات أو بالأحرى التحسينات على مستوى التفاهم والتعاون المشترك بين البلدين ، سوف يلتمس مدى سرعة هذا التفاهم ويرى طرق تصعيده وتنامية الإيجابي المطرد. تعاونات أمنية كبيرة فيما يتعلق بالملف اليمني المهم وسبل تحقيق السلام بين فرقاء الداخل اليمني، كذلك مشاورات وإستشارات كبيره لتحقيق الأمن والسلم والأمان لمنطقة الخليج العربي ومحيطه الملتهب الساخن. لابد من أن هذا النشاط الأخير له محركين و التقارب الحاصل له مأثرين مجتهدين حاضرين على كل تفاصيل التعاون والتفاهم.
حيث أن من أهم الشخصيات التي قامت بهذا التقارب وهذا النشاط هو سفير سلطنة عُمان لدى الرياض " طبعاً لا نغفل التوجيهات الحكومية الواضحة " سمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد السفر الذي يرتقي بمكانته وجهده ليصل لحدود أعلى من مكانة سفير، حيث أن نشاطه الدبلوماسي والاقتصادي والمجتمعي مميز وملفت لكل مهتم بشؤون العلاقات والتعاون بين البلدين.
سفير أتى بأفكار ومرئيات وطموحات قابلة للتنفيذ بين البلدين، متابع مجتهد بحرص ودقة لمعرفة طرق الإنجاز المطلوبة ، رأينا كل ذلك في نشاطة ومقابلاتة وزياراتة للسياسيين والإقتصاديين في الرياض.
وتتويجاً لكل تلك الجهود أتى الإهتمام السامي والتفاعل الملكي بين قيادتي البلدين في التعاطي والتشاور سواء على المستوى الأمني الفعال والمهم للمنطقة أو كذلك على مستويات زيارات اللجان والفرق الإقتصاديه لبحث سبل تعزيز الشراكه الاقتصادية المطلوبة . كذلك الآن يتم التداول على منصات التواصل المجتمعية على قرب موعد فتح نقاط الحدود بين البلدين، حيث أنها جاهزه إنشائياً عبر وجود مباني ضخمة وطرق حديثة ومرافق خدمية كبيرة سوف تساعد على تطوير العلاقات بين الشعبين وتقريب المسافة بينهما عبر هذا المنفذ الحيوي المهم . الكل لديه تفاؤل بأن الزيارة الأخيرة للوفد الاقتصادي السعودي ليست مجرد زيارة عادية هامشية ، ولا هي من أجل مجاملات دبلوماسيه شكلية ، ولكنها أتت لتبحث عن الفرص التي يمكن أن يتم إستغلالها إقتصادياً بين البلدين، فعُمان بموقعها الجغرافي المميز وبنيتها التحتية المتينة فرصة لشقيتنا الكبرى السعودية ، والسعودية بثقلها الاقتصادي الكبير ومكانتها العالميه الرائده وإدارتها الشابة الطموحة هي فرصة حقيقية مواتيه لعُمان.
بقلم أحمد جداد الكثيري