بقلم :- سمير عبيد
#البرلمان الروسي باغت واشنطن والأطلسي:-
بلا شك وفرَ الشعب الروسي ومن خلال مجلس الدوما/البرلمان الروسي راحة نفسية ومعنوية الى رجل الأستخبارات المخضرم ،ورئيس البلاد فلاديمير بوتين عندما خولهُ رئيسا لروسيا الاتحادية حتى عام ٢٠٣٦ .وعندما وقع الرئيس فلاديمير بوتين قانوناً في نيسان/ أبريل ٢٠٢١ يسمح له بالبقاء رئيسا لولايتين إضافيتين يستمر كل منها ست سنوات، مانحا لنفسه بذلك إمكانية البقاء في السلطة حتى عام 2036. وهذا بحد ذاته جاء بمثابة لطمة كبيرة للمخططات التي تعمل عليها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وحلف الاطلسي " الناتو" للنيل من المحور الصيني الروسي الايراني من خلال الأنفراد بروسيا .ومحاولة اغراء واغواء ايران لتنأى عن روسيا .
بحيث جن جنون الإدارة الأميركية من هذا التفويض الى الرئيس بوتين حتى عام ٢٠٣٦. فسارعت لتحريك عدة ملفات دفعه واحدة ضد روسيا ومنها :-
١-تحريك واسناد ملف تسميم المعارض الروسي ورجل الاعمال نافالني وتحريك الشارع الروسي ضد بوتين لهذا الغرض.
٢-سارعت لمخطط اسقاط نظام لوكاشينكو في بيلاروسيا ومحاولة فرض نظام جديد في بيلاروس يبتعد بالبلاد بعيدا عن روسيا ويكون جزء من المحور الغربي.
٣-الذهاب نحو فرض العقوبات ضد روسيا، وطردت بعض الدبلوماسيين الروس.
٤-وسخنت جبهة اوكرانيا بقوة ضد روسيا وكادت ان تحصل حرب كبيرة ومدمرة.
٥-ثم سخنت جبهة البحر الأسود ضد موسكو من خلال تحريك السفن الحربية وكاد يحصل صدام بحري خطير .
٦-ومن هناك بدأت الولايات المتحدة بالتحرك على الأرض في سوريا .وجمعت واشنطن في لندن الدول السبع الكبار 7G وقررت اتخاذ خطوات خطيرة وكبيرة في سوريا ومنها تفعيل قرار مجلس الأمن 2254 فقررت تلك الدول بزعامة الولايات المتحدة النزول في الأرض السورية وتقديم المساعدات الى التنظيمات الارهابية في شمال سوريا بحجج انسانية وتطبيق قرارات مجلس الأمن والتي تقود لأسقاط النظام السوري .
٧-وعلى المستوى الدبلوماسي جيشت واشنطن الأوربيين ضد روسيا من خلال حرب طرد الدبلوماسيين الروس في الكثير من الدول الأوربية. وردت عليها روسيا بطرد دبلوماسيي تلك الدول وحتى طرد الدبلوماسيين الاميركيين والكنديين ولازالت العلاقات متازمة .
٨- تأسيس حرب باردة شرسة ضد روسيا وباسناد من الدول الاوربية وحلف الاطلسي !
#روسيا أدركت الخطر !
١-روسيا عرفت تماما أن الولايات المتحدة جادة جدا في أستراتيجية فصل روسيا عن الصين والأنفراد بها . سواء بحرب خاطفة أو من خلال حرب باردة لكنها شرسه تقود الى تطويق روسيا واجبارها على التراجع والانكفاء. ثم حصارها بدعم من بريطانيا وكندا ودول حلف الاطلسي. ثم بعد ذلك مساومتها في مجلس الأمن وتحييدها. لأنها أي روسيا لعبت دورا مهما في حماية النظام السوري، والنظام الايراني، وحتى وفرت الحماية الى النظام في فنزولا، ووفرت حماية الى الحوثيين في اليمن.فسلاح الفيتو الروسي لعبا دورا مهما وخطيرا في حصار الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن خلال السنوات السابقة. وخصوصا خلال ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب !
٢-بالمقابل فتحت الادارة الأميركية بواسطة الأوربيين وتأثيرهم على إيران مفاوضات فيينا مع الجانب الايراني حول الاتفاق النووي بحضور مندوبين اميركيين . أما العودة اليه أو توسعته ليشمل ملفات اخرى ترفضها ايران اصلا واهمها (ملف الصواريخ الباليستية وملف التدخل الايراني في الدول العربية)... . ولكن ( النيات الأميركية غير ذلك ) فلدى ادارة بايدن هدف آخر ولأجله أسست غرفة عمليات دبلوماسية سرية دائمة في سلطنة عمان والعمل على محاولة اغراء ايران ببعض التنازلات والصفقات في العراق والمنطقة، وبموضوع الاموال المجمدة، واعطاء ايران دورا في امن المنطقة.مقابل اعطاء ايران طهرها لروسيا والصين والتحالف مع الغرب برعاية وضمانات اميركية .
٣-وكانت ولازالت موسكو تراقب المخطط الأميركي لأغراء واغواء ايران في فيينا ومسقط من جهة.ومن جهة أخرى ذهبت موسكو لتتقارب مع أنقرة ببعض الملفات الحساسة والخطيرة مستغلة حاجة تركيا الخائفة من مؤامرات الدول الأوربية والخليجية ومصر بتعويقها ومنعها من الوصول الى عام ٢٠٢٣ .ولكن روسيا استغلت تركيا لأشعار إيران بأن أي خطوة ايرانية تجاه الغرب فالبديل هي تركيا. وحينها سوف تدخل تركيا مباشرة وبدعم روسي الى دول آسيا الوسطى وتصل الى الصين كخطوة اولى .والخطوة الثانية سوف يُحرك الملف (الآذري) الذي تتوجس منه ايران والذي هو بخمس محافظات وب 20 مليون نسمة والذي تطرب اليه تركيا وسوف تحرك اذربيجان مباشرة باتجاه هذا الملف. ناهيك عن الملفات الاخرى واهمها الملف السوري الذي يهم ايران للغاية.
٣- وعلى مايبدو أن إيران أدركت الخطر. وادركت التوجس الروسي من الأغراءات والصفقات الأميركية بايران من خلال فيينا ومسقط .أي عرفت أن هناك توجساً روسيا من أن تنزلق ايران نحو الحضن الغربي بدعم أميركي. فسارعت إيران لأختبار الأميركيين عندما أعلنت ايران انه تم الاتفاق مع واشنطن في فيينا على مايلي :
١-رفع الحظر عن الأرصدة الايرانية المجمدة وهي بالمليارات
٢-وتم الأتفاق على تبادل السجناء بين طهران وواشنطن
٣-والشروع برفع العقوبات عن النفط والصناعات والشخصيات الايرانية كخطوة اولى تليها الخطوات الاخرى مباشرة وصولا لرفع العقوبات جافة .
#فسارعت الولايات المتحدة وعلى لسان مسؤوليها لنفي ذلك .فوقعت واشنطن في مصيدة أختبار طهران. فعادت طهران لتقوي علاقتها مع روسيا بحيث كانت باكورة هذه العودة وهذا الاتفاق اغراء روسي لطهران عندما ( انطلق الصاروخ الشارد من الأراضي السورية نحو محاذاة مفاعل ديمونة في إسرائيل ) والذي كان بمثابة الضوء الأخضر للشروع في رسم خارطة الصراع وخارطة المنطقة من جديد وبرعاية روسية هذه المرة وقبل ان تباشر واشنطن برسمها وبدعم من الدول السبع الكبار 7G عندما كانت لديها نية استباق الانتخابات السورية بتغيير النظام السوري وضرب ايران وروسيا في مقتل.
٤- فحينها ومباشرة رُفع شعار ( حصار وخنق البنت المدللة لأمريكا والغرب) من قبل روسيا وسوريا وايران وتمت المباشرة بإستراتيجية فتح جبهة ( الصواريخ والمسيرات ) من جهة غزة حيث المقاومة الفلسطينية التي باغتت إسرائيل ( البنت المدللة ) وباتت الصواريخ تنزل كالمطر على جميع المدن الاسرائيلية. فتم مايلي :-
١- شلل المخطط الاميركي في سوريا والمضي قدما في أنتخابات تفضي لفوز الرئيس الأسد .
٢-وتعطل بل نسف مخطط اغراء واغواء ايران.
٣-وافشال مخطط اعطاء قيادة المنطقة الى إسرائيل.
٤-وذهبت القوات الروسية وللمرة الأولى منذ انتشارها في مدينة القامشلى المتاخمة للحدود مع تركيا؛ لتجري مناورات عسكرية بمشاركة مروحيات حربية، الأمر الذي أثار ذعر أهالي المنطقة.
٥-وأوقفت الشرطة العسكرية الروسية وحوّلت في الاتجاه المعاكس قافلة عسكرية أمريكية انتهكت بروتوكولات فك الاشتباك. وصرح نائب مدير مركز حميميم: "تم وقف القافلة من قبل دورية للشرطة العسكرية الروسية وإعادتها بالاتجاه المعاكس والتي هي بمثابة ابراز عضلات روسية !
#أسرار صمت ادارة بايدن على جرائم إسرائيل :-
أُخذت ادارة الرئيس بايدن على حين غِرّة من خلال الاحداث التي تصاعدت في إسرائيل بشكل سريع وغير متوقع. بحيث باتت الرسالة واضحة من روسيا وايران بأن اي تصرف أميركي في المنطقة ضد المصالح الروسية والايرانية سوف تخنق بنت أمريكا المدللة " إسرائيل" اكثر وأكثر !.فأصبحت المساومة في غاية الصعوبة والألم بالنسبة لواشنطن والغرب بصورة عامة.
بحيث شلّت هذه الأحداث جميع المخططات الاميركية في سوريا والمنطقة.فبات ليس أمام ادارة بايدن الا الخبث من خلال صمت الادارة الأميركية تجاه مايجري من جرائم بشعة ضد الانسانية في غزة، وممارسة الفصل العنصري داخل اسرائيل .بحيث اتصل الرئيس الاميركي بايدن برئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو فشجعه على المضي في حلول الدم والتدمير .ومنعت ادارة بايدن مجلس الأمن من اتخاذ قرار بصدد وقف اطلاق النار وايقاف هذا الصراع الذي غير وجه ومستقبل المنطقة. بحيث حتى داخل مجلس الامن لم تتبارز موسكو مع واشنطن. واعطيت المهمة هذه المرة الى الصين التي أعطت صورة جديدة داخل مجلس الامن، ولم تتوقعها الدول الكبرى بحيث بات المندوب الصيني قويا ومهددا لواشنطن داخل مجلس الأمن !
#ايران غير مكترثة :-
وكل هذا وايران المحاصرة غير مكترثة للحصار ومنهمكة في الاعداد للأنتخابات في منتصف حزيران القادم .والسبب لأنها سجلت متغيرا استراتيجيا وخطيرا من خلال سلاح المقاومة في فلسطين جعل ايران هي المرشحة رقم (١) لقيادة المنطقة وليس إسرائيل . والأهم أنها وصلت الى تحالف تجاوز الخطوط الحمراء مع روسيا وباتَ تحالفاً مصيرياً ......بحيث بدأنا نتوقع ان موسكو لن تقصر بعد الآن حتى في دعم وتعجيل المشروع النووي الايراني السلمي .وهنا نستطيع القول ان الولايات المتحدة هُزمت شر هزيمة أمام روسيا وباخلاص من ايران التي لم تبيع موسكو مقابل الاغراءات والتنازلات الأميركية.
#بايدن والخيار التركي :-
وبالتالي فلم يبق أمام ادارة بايدن الا تركيا واللعب عليها أما تقبل ان تكون بخدمة المخطط الاميركي. او الشروع بنشر الفوضى في تركيا .وان رئيس حزب المستقل ورئيس الوزراء الأسبق احمد اوغلو المقرب من واشنطن والغرب اعطى أشارة بهذا الصدد فبل يومين عندما علق بالقول إن «حديث إردوغان عن المسامحة يُفهم منه أنه حان وقت وداعه ورحيله عن الحكم. نعم ستأتي صناديق الاقتراع، وسيكتب الشعب فاتورة الإدارة السيئة وسترحلون (إردوغان وحزبه)، الكوادر المؤهلة قادمة، ووجه الشعب سيبتسم مجدداً».معلقا على كلام الرئيس اردوغان الى التجار عندما قال لهم ( إن كان هناك تجار قد تعرضوا لصعوبات بسبب الحظر، نطلب منهم جميعاً المسامحة).
هذا كله يوحي أن الدول الكبرى بدأت معركتها الشرسة على المنطقة. وهذا ما جعل تركيا تقرر التوغل في العراق بوقت مبكر ( ولن نستبعد ان هذا التوغل جاء بتنسيق مع روسيا وايران) بدليل المناورات التي أجرتها روسيا ولاول مرة في مدينة القامشلى وكأن هناك سيناريو بات جاهزا ل (الاطباق على المنطقة ) بين روسيا وتركيا وعند ساعة الصفر .وخصوصا عندما تتبنى واشنطن الخيار الكردي شرق الفرات.
#اما موضوع العراق في خضم هذه المتغيرات والصراعات.فسوف نحلله في مقال لاحق ان شاء الله !
سمير عبيد
١٧ مايو ٢٠٢١