لا صلح ولا تفاوض ولا تطبيع ولا إعتراف بالكيان الصهيوني، ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. فلم يقم الكيان الصهيوني دولتة إلا بالإرهاب والقتل والتهجير للشعب الفلسطيني، فمنذ قيام دولة هذا الكيان عام 1948م إلى عام 1967م، وهو يمارس كافة أنواع الإرهاب والقتل والتهجير للشعب الفلسطيني داخل حدود الخط الأخضر للأراضي المحتلة، وعندما تمكن أكثر شن الكيان الصهيوني حرباً لإحتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف، إضافة إلى إحتلالة لسيناء المصرية، وإحتلالة للجولان السوري بخيانة وزير الدفاع السوري حافظ أسد آن ذاك _وهذه الخيانة كانت بشهادة كبار قادة الجيش السوري في حرب الجولان، فأمرهم بعدم إطلاق النار وخدع المقاتلين السوريين في المعركة، إضافة لإفتضاح أمرة عندما أصدر بيان سقوط مدينة القنيطرة قبل سقوطها وقبل وصول الصهاينة إليها_
وهذه كلها أدلة كشفت خيانته وتآمره مع الصهاينة.
وبعد ذلك حارب حرب وهميه عام 1973م مع الكيان الصهيوني، لإرضاء المواطنين السوريين، وأتفق بعد ذلك مع الصهاينة على عدم إطلاق النار وفض الإشتباك عام 1974م ، وأستمر السلام بين نظامه والكيان الصهيوني على الحدود إلى يومنا هذا. وبخصوص الجانب المصري فقد قررت القيادة المصرية عام 1973م إسترجاع سيناء المصرية، فشنت حرب على الكيان الصهيوني وأسترجعت سيناء، وبعد التحرير أتجه النظام المصري للسلام مع الكيان الصهيوني، وهذا ما أفقد العرب والمسلمين فرصه تحرير المسجد الأقصى وباقي الأراضي الفلسطينية والعربية، وأستمرت بعد ذلك الأنظمة العربية والإسلامية إما في التفاوض مع الكيان الصهيوني أو في التنديد بالممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى أو في محاولة إيجاد حلول سياسية ودولية، أو في رفع الشعارات بدون مواجهة الكيان الصهيوني مواجهة عسكرية قوية وجادة، ونعذر في ذلك المجاهدين في فلسطين المحتلة، الذين يقاومون الإحتلال بقدر ما يستطيعوا وبدون أن تكون لديهم دولة، فلولا الله ثم المقاومين والمرابطين حول الأقصى وفلسطين المحتلة ثم خوف الصهاينة من إثارة عواطف وغضب المسلمين في أنحاء العالم، فلولا ذلك لهدم الصهاينة المسجد الأقصى وبنوا عليه الهيكل المزعوم، فنحيي هنا المقاومة الباسلة التي أرعبت الصهاينة بشجاعتها ومقاومتها وصمودها وصواريخها، كحركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة، والتي أمطرت سماء تل أبيب بحجارةٍ من سجيل.
عام 2020م هو العام الذي طبعت فيه علناً بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، ونرى الآن في عام 2021 م أن هذا التطبيع لم يردع الكيان الصهيوني من قيامة بأفعاله السابقة، كالقتل والتهجير والإستيطان وتدنيس وإيذاء المصلين، بل وأشعلوا النار والحريق في باحات الأقصى ،حتى أنهم في الأحياء السكنية المحيطة بالمسجد الأقصى يقوم الصهاينة بتهجير المقدسيين من حي الشيخ جراح، وبعد ذلك هددت المقاومة في غزة العزة بقصف الصهاينة بالصواريخ إن لم ينسحبوا من باحات المسجد الأقصى، ونصرةً لغزة أطلقت المقاومة صواريخها من غزة تجاه الكيان الصهيوني، وبذلك قصف الصهاينة غزة وقتلوا وجرحوا الكثير من أهلها ودمروا فيها الكثير، ولم نرى لا تطبيع ولا مفاوضات ولا سلام ولا حلول سياسية ولا قوانين دولية تردعهم، فجميع التجارب سواءً في رفع الشعارات أو التنديد أو الصلح أو التفاوض أو التطبيع أو الاعتراف أو الحلول السياسية، كلها تجارب أثبتت فشلها في تحرير الأقصى وفلسطين والأراضي العربية، بل إن الكيان الصهيوني أستغل سنوات المفاوضات والصلح في التوسع التدريجي للإستيطان في الأراضي المحتلة، وأستغل كذلك سنوات المفاوضات والصلح في الإرهاب والقتل والتهجير التدريجي للشعب الفلسطيني، وأستغل كذلك الكيان الصهيوني سنوات المفاوضات والصلح في الإستيلاء على أجزاء مهمة من المقدسات الإسلامية، فحالياً أكثر من 60% من الحرم الإبراهيمي تم تحويله إلى كنيس يهودي، وكذلك إستيلائه على أجزاء مهمة من محيط المسجد الأقصى، كحائط البراق الذي تم تحويله إلى مصلى لليهود، فالتاريخ يعلمنا أنه لم ولن تتحرر أي قطعه من الأراضي العربية التي يحتلها الكيان الصهيوني إلا بالحرب وقوة السلاح، فحالياً توجد مجموعة من الدول العربية والإسلامية تصنف عالمياً أنها أقوى عسكرياً من الكيان الصهيوني، وكذلك هي قريبة جغرافياً منه، ويوجد كذلك حلف يسمي نفسه حلف المقاومة والممانعة، ولكننا لم نرى من هذا الحلف إلا الشعارات والأوهام وإنشغالة في حروبة ضد العرب والمسلمين وإحتلالة ل 4 عواصم عربية كما هو الواقع وكما صرح أحد كبار مسؤولية. بينما الأقصى أسير بجنب الجميع، ولا يتحركون لفك أسرة، فلابد من قيادات الدول العربية والإسلامية أن يكون لديهم الغيرة والحمية والنخوة والرجولة والشجاعة والمروءة تجاه تحرير الأقصى من أسرة وتحرير الشعب الفلسطيني من الإحتلال، وأن يعلنوا الجهاد ضد الكيان الصهيوني (تحت قيادة عربية) ، فلن يرحم التاريخ من تهاون في تحرير أولى القبلتين ومسرى نبينا محمد (ﷺ)، فإعلان الحرب والجهاد لتحرير الأقصى من أسرة يحتاج فقط إلى رجولة وحمية وغيرة ونخوة ومروءة وقرار شجاع، فمتى ما أعلن القادة العرب والمسلمين الجهاد فعلاً لتحرير الأقصى من أسرة، فوالله لن يتحمل الكيان الصهيوني الحرب لأيام أو في أقصى تقدير لن يتحمل الحرب أكثر من أسبوعين.
فمتى ستظهر تجاه الأقصى الحمية والغيرة والرجولة
والمروءة والشجاعة والنخوة العربية والإسلامية!!!!!؟؟؟
بقلم الكاتب/محمد اليافعي
alkanackanac@gmail.com