في غزة نبت الشموخ وأثمرا.. وتجاوزت أغصانه هام الذرا.. الصامدون الصابرون جبينهم.. أبداً لغير الله لن يتعفرا.
إن سألوك عن العزة والكرامة والرجولة فحدثهم عن غزة حدثهم عن فخر الأمة حدثهم عن مقاومتها الباسلة التي لاتهدأ ليل نهار حدثهم عن أطفال الحجارة عن صواريخهم التي تعزف لحن الكرامة والدفاع عن أبناء وطنهم عن هويتهم العربية عن مقدسات الإسلام. أبناء غزة الشجعان أسود لا يهابون الموت ولا يخافونه يقدمون أرواحهم دفاعا عن مقدساتنا العربية المسلوبة. لم يتخاذلوا يوماً عن حماية المسجد الاقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين ووقفوا دوماً مضحين بأرواحهم يصدون العدو الغاشم المحتل عن مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم. لطالما كانت غزة شوكةً في ظهور المحتلين اليهود حتي أن أحد وزرائهم صرح في يوم من الأيام أنه يتمني أن يصحو من يومه علي خبر غرق غزة. بدأت غزة منذ ثلاثة أيام إنتفاضة جديدة مباركة جراء أحداث مهاجمة العدو الصهيوني المحتل لسكان حي الشيخ الجراح في مدينة القدس والهدف من هذا الهجوم هوإخراج حوالي ٥٠٠ شخص من منازلهم وتشريدهم تمهيداً لجعلها مستوطنات لليهود ثم تلا ذلك إقتحام الجيش الإسرائيلي باحات المسجد الأقصي المبارك في العشر الأواخر من شهر رمضان والإعتداء علي المصلين بالرصاص الحي . إنها حلقة جديدة من حلقات الصراع علي هوية الأرض مع العدو الصهيوني المحتل وهي جزء من صراع أكبر مع الإحتلال الذي يستهدف فلسطين هويةً وارضاً وشعباً ومقدسات. ومن منطلق الحكمة الشهيرة" ماحك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع أمرك" ومع إستمرار التخاذل من الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية ووقوفهم وقوف المتفرج لم يرضخ أبناء فلسطين لهذا العدو اليهودي المحتل، بل قاوم بكل ما أوتي من قوة بالحجارة بصواريخ محلية الصنع لايتعدي ثمنها ثلاث مائة دولار أمريكي شارك الأطفال والنساء والكبار وحتي المعاقين في حرب الكرامة والدفاع عن الوطن والهوية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية. وبرغم ضعف إمكانيات الشعب الفلسطيني ونقص سلاحهم أمام دبابات العدو اليهودي الغاشم الا انهم مازالوا صامدون إيمانهم راسخ بالله وعقيدتهم قوية وحبهم لوطنهم أهم من كل شيء . لقد تربوا من صغرهم علي حب الشهادة وعدم الخوف من الموت ومهابته أصبحت أرواحهم رخيصة فداء لتراب وطنهم الغالي وحماية للمسجد الأقصى. ولقد إنتهت قصة فرعون بالماء وقصة النمرود ببعوضة وقارون بالخسف وإبرهة بالحجارة. إن الله قادر علي أن ينهي قصص الباطل بأبسط الأشياء. فالباطل زائل لا محالة
قال تعالي "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لايرتد إليهم طرفهم وافئدتهم هواء" سورة ابراهيم
أيها الفلسطينيون الكرام الأحرار اثبتوا وصابروا ورابطوا فأنتم علي الحق المبين. أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يمددكم بمدد من السماء بجنود من السماء تكون لكم عوناً ونصيراً وأن يزلزل الأرض تحت أقدام اليهود المغتصبين ويلقي في قلوبهم الرعب ويشردهم ويعودوا لسابق عهدهم مشتتين في الأرض لا مأوي لهم ولا وطن. اللهم خذ بيد أبناء فلسطين الأحرار وثبت أقدامهم وانصرهم علي عدوهم واحفظ اللهم المسجد الاقصي من أيدي اليهود وأنت خير الحافظين.