بقلم |أنور مرهون البلوشي
لقد أحدث كوفيد-19 تغييرات جذرية في معظم أماكن العمل ، مما حد من التفاعل الاجتماعي بالنسبة للعديد من الموظفين ، و تحويل العديد من المهام الى العمل الافتراضي. وقد نتج لبعض الموظفين الشعور بالعزلة والبعد عن زملائهم في العمل. أكثر من ذلك ، يواصل بعض الموظفين الموازنة بين مهام عملهم الافتراضي وبين الحفاظ على التفاعل الاجتماعي.
لقد خلق كوفيد-19 أيضا تحديات كثيرة لفرق الصحة و السلامة المهنية في جميع المؤسسات في أنحاء العالم يتمثل ذلك في العديد من النقاط ، أهمها تتلخص فيما يلي
كيف يمكن تنفيذ الاجراءات الوقائية على الخط الأمامي؟
أحد التحديات التي تواجه فرق الصحة والسلامة المهنية هو مواكبة قيود و اجراءات كوفيد -19 التي تتغير كثيرًا.
عندما تقوم إحدى المؤسسات بتطوير خطة أو استراتيجية للاستجابة للفيروس ، فغالبًا ما تجد صعوبة في التأكد من أنها ستعمل بشكل فعال و لن تفتح تحديات جديدة أو إحباطات بين العاملين في الخطوط الأمامية.
في بداية الأزمة ، وضعت المنظمات اليات استجابة بشأن ما يجب القيام به لمنع انتشار الفيروس و ما يجب فعله في حالة ظهور أي أعراض على الموظف. تضمن الخطط الاستجابة السريعة و أيضا إغلاق أماكن العمل لجميع الموظفين والزائرين غير الأساسيين وإعداد أكبر عدد ممكن للعمل من المنزل مع ضمان توفير المعدات و الأجهزةاللازمة.
ومع ذلك ، بينما نعود إلى العمل ، يجب ضمان مساحات في المكاتب لاستيعاب مسافة الأمان بين أعضاء الفريق.
إذا كان مكان العمل في مبنى كبير ، فهناك مشكلة في العدد المحدود للأشخاص الذين يستخدمون المصاعد، السلالم و بعض المرافق في نفس الوقت.
هل نخلق مخاطر جديدة عندما نضع اجراءات جديدة ؟
مجهود كبير تبذله فرق الصحة والسلامة المهنية إزاء آثار قيود كوفيد-19 على الموظفين لتنجب المخاطر مثل الإرهاق والتأثيرات النفسية على الصحة العقلية بسبب فترات العمل الطويلة بعيدًا عن العائلة والأقارب.
مع مواكبة التغييرات والاضطرار إلى جعل الموظفين يعملون عن بعد ، قد يحول هذا التغيير الى جعل الموظف بعيدًا عن أنشطة السلامة و الصحية.
تتمثل التحديات هنا في كيفية الحفاظ على السلامة في مواقع العمل بضمان تنفيذ برامج السلامة مثل التوعية ، تقييم المخاطر ،التدريب و التفتيش الدوري مثل ما هو مخطط له مسبقا.
من خلال عدة دراسات ، أظهرت أن الكثيرون يشعرون بالتأثير على الصحة العقلية والإرهاق. و لتجنب ذلك ، يجب إعادة التفكير في كيفية إدارة الصحة النفسية للموظفين والوفاء بواجب الرعاية. يعد التدريب على موضوعات الصحة العقلية التي توفر معلومات حول ما يجب القيام به وكيفية زيادة مرونتهم خطوة إيجابية لدعم الموظفين في هذا الوقت الصعب خاصة في فترات الحجر الصحي.
اجراءات جديدة تحتاج الى سرعة في التنفيذ
هناك قضية أخرى تخلق تحديات لفرق السلامة و الصحة المهنية وهي التنسيق والتشاور بين بعض الاقسام للتنفيذ. نظرًا لأنه يتعين عليهم اتخاذ قرارات حازمة على الفور ، فلا يوجد وقت كاف للاستشارة ، وهو ايضا مطلب بموجب العمل والصحة والسلامة. بالنسبة للمؤسسات التي تعمل مع عدة مقاولين ، قد يكون لبعض القرارات التي يتم اتخاذها إلى حدوث تأثير في تأخر المشاريع و العمليات.
الشعور بأقل فاعلية
مع فرض قيود على السفر و العمل عن بعد، العديد من أعضاء فرق السلامة تعمل من المنزل ، و ينتج عن ذلك أقل تواصل و تقديم الاستشارة مع الموظفين في موقع العمل . أحد التحديات هنا هو الاستمرار في تطوير التواصل و تقديم الاستشارة مع جميع الموظفين من خلال توفير وسائل مختلفة فعالة.
يدرك فريق السلامة دورهم في التواجد في مواقع العمل ، كما يدرك تماما أن مفتاح السلامة هو العلاقات الجيدة و الفعالة مع جميع الموظفين ، حيث يسألهم عن ملاحظاتهم ، و صحتهم بشأن العمل ، وما هي التحديات التي يواجهونها أثناء العمل.
بموجب قوانين الصحة والسلامة ، تخضع المنظمات لواجب أساسي للرعاية يتطلب منها ضمان صحة وسلامة العمال بقدر ما هو ممكن عمليًا. جزء من هذا الواجب هو توفير وصيانة أنظمة عمل آمنة وبيئات عمل آمنة.
أحد التحديات أيضا هي الإشراف على الموظفين الذين يعملون من المنزل. تنطبق قواعد السلامة أينما ذهب الموظف أثناء العمل ولا تقتصر على موقع العمل فقط. هذا يعني أن مكتبهم في المنزل يعتبر امتدادًا لمكان عملهم.
استراتيجيات يمكنك استخدامها أثناء الجائحة
هناك العديد من الاستراتيجيات التي تستخدم للتغلب على تحديات كوفيد-19
أولاً ، العمل بنشاط على نشر مستجدات كوفيد-19 و استمرار التواصل مع جميع الموظفين وإعلامهم بالمعلومات و الارشادات.
ثانيًا ، القيام بتكييف نظاز عمل يناسب ظروف كوفيد-19 المتغيرة وتضمين المحادثات حول السلامة في ثقافة المؤسسة.
ثالثًا ، تطوير أسلوب القيادة الادارية بالتركيز على الصحة و السلامة بين الموظفين مع التأكيد على العمل الجماعي.
أخيرًا ، تقديم أساليب حديثة للعمال لتحسين السلامة للجميع ، وبالتالي ضمان استمرار الإنتاجية بدون اصابات عمل.