الكاتب : طه فايد
العلاقة بين الإنتاج و الحمل الزائد علاقة عكسية ؛ فكلما زادت الالتزامات عن الحد المسموح به للمنتج قل إنتاجه .
لذا فى حالة ما عرض عليك طلبات للقيام بمهام إضافية ، و أنت ترى أن تلك المهام خارج طاقتك أو حمل زائد عليك ، فعليك الرفض حتى و لو كان فى ذلك إحراج لسائل تلك المهام .
و لكن الرفض ليس بالأمر الهين ، ففى بعض الأحيان قد يهدد رفضك للطلبات المقدمة إليك خلل في علاقة العمل بينك و بين السائل في المستقبل .
و لكن رغبة في الحفاظ على علاقتك بمن حولك والثبات أو التطوير من إنتاجيتك في نفس الوقت ،
إليك بعض الأساسيات التى يجب اتباعها لتطبيق الرفض بإتقان .
..............................
١- إلتزاماتك و أوقاتك .
معرفة الإلتزامات الخاصة و تحديدها أمر مهم للغاية ، و الأهم من ذلك ربطها بمقدار وقتك الثمين ، فإذا طلب منك أحدهم التزام ما جديد حتى و لو كنت بارعًا فى تنفيذ ذلك الإلتزام يجب عليك معايرة وقتك ، فإن وجدت فائضًا من الوقت فالأمر يعود إليك بالرفض أو التنفيذ ، و لكن إن لن تجد في وقتك الثمين فائضًا ؛ فعليك الرفض حتمًا .
..............................
٢- تحديد أولوياتك .
قد يتساءل البعض عن سبب أنى تركت لك الإختيار بالرفض أو القبول فى حين توافر لك فائض من الوقت ، فعليك أن تسأل نفسك أولًا : هل هذا الإلتزام الجديد يستحق هذا الفائض من الوقت؟ أم أن هناك أولويات تمتلك استحقاق أكثر من هذا الإلتزام .
هناك العديد من الأولويات التى تستحق منك رفض الالتزامات الجديدة ، مثل : قضاء وقتك مع أولادك و زوجتك ، أو قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء ، أو الراحة البدنية للجسد ، و الراحة النفسية و الفكرية للعقل .
كن دائمًا على دراية بأولوياتك ، فلن تقبل طلب شخص آخر و تدرك إنجاز تلك الأولويات ؛ لأن هذا بالطبع سيأخر عليك مهامك ، و قد يحول دون إنجازها ، فمعرفة الأولويات و تحديدها يزيد من يقينك بأن ما لديك هو الأهم و الأجدر ، و هو الأكثر استحقاقًا بأن ينجز ، و نتيجة لذلك يصبح رفضك لطلبات الآخرين و قول (لا) لن يشعرك أبدًا بتأنيب الضمير فيما بعد .
و لكن كما أخبرتك فالأمر كله عائد لك .
..............................
٣- عدم الإعتذار .
يجب عليك محو جملة (أنا آسف) إن كنت تريد الرفض ؛ لأن تلك الجملة توحى بالأدب أمام السائل ، أنا لا أنكر هنا أهمية اللطف ، أو أقلل من شأن الأدب ، و لكن الإعتذار يجعلك تبدو أضعف . فعليك أن ترفض بكل حزم حرصًا على وقتك الثمين ، و اهتمامًا بأولوياتك التى تستحق العناء .
..............................
٤- تدرب على قول (لا)
التدرج و التدرب على الرفض ابتداءً من المواقف و الطلبات الصغيرة التى تمر بها فى حياتك اليومية التى تحتاج إلى رفض ، سيساعدك كثيرًا على قول كلمة (لا) فى المواقف الصعبة و المهمة .
التدرب على كلمة (لا) يشعرك بالألفة تجاه هذه الكلمة ، فإذا تمكنت من هذه الكلمة ستتمكن من الرفض و تكرار الرفض كلما طُلب منك التزامات فوق التزاماتك ، و غير معايرة لأوقاتك .
..............................
٥- إعلاء الثقة فى الرغبة فى الرفض .
يجب أن يكون رفضك نابع عن ثقة داخلية ، و رغبة حقيقية فى الرفض ، و لمعرفة ذلك يجب أن تسأل نفسك بعض الأسئلة ، مثل : هل أريد فعلًا الرفض؟ هل أريد فعلًا القيام بهذا العمل ، و تقديم هذه الخدمة؟
اتقن معرفة رغباتك الداخلية ، و لا تتأخر فى الرفض ؛ لأن هذا سيؤثر عليك عكسيًا .
..............................
٦- لا تتأخر فى الرفض .
لا تتأخر فى رد الجواب ، فتأخرك يجعلك فى وضع ضعف ، و قد ينتج عن ذلك تكرار السائل إلى ذلك الطلب مما قد يؤدي إلى ضعفك و الإجابة بالقبول ، حتى و لو نتج عن ذلك إهمال أولوياتك .
يجب أن تكون سريعًا فى الرد على الطلب بالقبول أو بالرفض .
فكر جيدًا و اذكر برغبتك أريد أم لا أريد لا مكان لوسيط بينهما ، و كن حازمًا فى اختيار القرار .
..............................
٧- الرفض بلباقة .
الإنسان الذى يقول (لا) و يرفض ليس بالضرورة إنسان غير لبق أو غير مؤدب أو وقح ، ارفض بهدوء و بدون أى إنغعال .
فكما تعلم أنك تتحدث باللغة العربية ، و تعرف جيدًا أنك تتوه بين عباراتها نتيجة لغزارة ألفاظها ، فهناك العديد التى يمكن استخدامها ، و إظهار الرفض بلباقه دون الرغبة فى استخدام كلمة (لا) مثل : «لا أستطيع فعل هذا» ، «أنا أرفض هذا العمل» ، «أرجو أن لا تفهمني بطريقة خاطئة ، لكن لا أستطيع عمل كذا و كذا» .
............................
٨- ذكر سبب الرفض .
ذكر سبب الرفض أمر مهم للغاية ؛ أن تقول كلمة (لا) بدون إبداء أى أسباب ، فهذا يطبع على إجابتك القسوة ، لأنها لا تسمح للشخص الآخر أن يفهم أسباب رفضك .
شرح أسباب الرفض يجعل منك شخصًا لطيفًا أمام السائل ، و يمحو أى خلل قد يحدث فى علاقة العمل بينك و بين السائل .
الأشخاص الناجحون يهدفون إلى أن يكونوا أكثر شفافية قدر الإمكان ؛ لأنهم يدركون أن إظهار رؤيتهم للشخص الآخر يساعده على تفهم سبب الرفض ، و قبول الرفض دون حدوث أى خلل .
............................
٩- لا تبرر رفضك .
هناك فرق كبير بين تبرير رفضك للطلب و ذكر الأسباب التى حالت دون قبولك لذلك الطلب .
فغالبًا تبريرك لرفضك يجعلك فى موضع ضعف ، و يشعرك بأنك أخطأت بحق الطالب ، و أنك تحتاج للاعتذار فيما بعد ، و أن قبولك كان شىء لابد منه ، فلا تقمح نفسك فى هذه البلبلة .
عليك أن تعرف جيدًا أن السبب الرئيسى فى الرفض هو أن الانغماس في كثير من النشاطات يحول بينك و بين استطاعتك بأن تولد في نفسك الحافز الضرورى لكى تغير حياتك إلى الأفضل .
..............................
١٠- الرفض يسبب النجاح .
من المهم جدًا بالنسبة للأشخاص الناجحين تحديد أهدافهم جيدًا و ما يرغبون في تحقيقه في الوقت الحالى قبل أن يتمكنوا من تحديد الطلبات التى من الممكن تكريس الاهتمام بها .
يعتمد الناجحون على منهج وحيد و هو (الهدف أولًا) ذلك المنهج قائم على تحديد أهدافهم الرئيسية ، و السعى و العمل من أجلها ، و يوافقون فقط على المساعدة فى المشاريع التى تعمل نحو تحقيق هذه الأهداف ؛ لأن هذا سيساعدهم على التركيز على ما هو أكثر أهمية فى تلك الفترة بحيث يمكن بسهولة قول (لا) على الفور إلى الطلبات الأخرى بدلًا من المماطلة و الشعور بالضيق .
..............................
و إلى هنا نكون قد انتهينا من أساسيات الرفض ، و أرجو أن تكون تلك الأساسيات جعلتك تمتلك استطاعة كافية أن تكون قويًا بما يكفى لتستمع لأى طلب غير ملائم ، أو غير مريح ، أو مغالٍ ، و من ثم تقول كلمة واحدة لا تحتاج لأى شرح أو إضافة أو بديل :(لا)
الكاتب : طه فايد .