قصة إجتثاث أمة في غيبة الوعي والارادة القومية
1) العرب ضحية التخلف والتجزئة والعدوان في القرن 20
من اغرب ما عرفه التاريخ العالمي ماحل بالامة العربية التي كانت ارض الاديان السماوية ومهد الحضارات القديمة وكرمها الله باخر الرسالات "الاسلام" فبلغته واسهمت في بناء حضارة اخرجت البشرية من الظلام الى النور وتجسدت شخصية حضارية تكونت من العروبة والاسلام، والمفارقة ان هذه الامة عبر مسيرة الحياة لم تحافظ على سر قوتها وهويتها الحضارية حتى تم إخراجها من التاريخ وتم التحكم فيها على يد من شاركتهم ثقافتها بسيطرة تركيا ونقل الخلافة اليها وهو انقلاب تاريخي اسس لتراجع العرب:
* جاء القرن العشرين ونهضت الامم الاوربية وقد ولدت ثقافة تقوم على القوة والتوسع لامتلاك العالم وخدمة لمصالحها، وشهدت بداية القرن العشرين عقد الدول الاوربية بعد تبلور الدولة القومية واتفقوا في مؤتمر لندن 1907 على الاتي:
" ان عدو الغرب هم العرب ويلزم احتلالهم وتقسيمهم.
" لانهم يملكون من مقومات حضارية لابد من القضاء عليها بمنع وحدتهم وكان العرب وقتها تحت الحكم العثماني.
" لتنفيذ هذا المخطط قرروا زرع كيان غريب في فلسطين ، وجاءت الحرب العالمية الاولى بين الاوربيين صراعا على المصالح فتم القضاء على الخلافه العثمانية واحتلال العرب.
" تم اعادة رسم الخرائط ووضعت ما سمي بإتفاق سايكس بيكو 1916 لتكريس تقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا وكانت كلتاهما فد سبقت الى مباشرة الاحتلال.
" تولت بريطانيا اصدار وعد بلفور 1917 لانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين الذين لحقهم اضطهاد في اوربا.
" تم ممارسة التعسف والعدوان حتى جاءت الحرب العالمية الثانية وتم تاسيس دولة الكيان الصهيوني عام 1948.
* شهد النصف الثاني من القرن العشرين مقاومة عربية قادتها ثورة 1952 بقيادة القائد جمال عبد الناصر فكان المارد العربي الذي اعلنت قيادته وانتشرت الثورات بطول الوطن العربي وعرضه وتحققت اول وحدة عربية في التاريخ الحديث لكن الرد الاستعماري الصهيوني كان قاسيا توج بعدوان 1967 الذي كان هدفه اخضاع مصر ودورها.
" إنتقل القائد عبد الناصر الى بارئه عام 1970 وترك مشروع للتحرير كرسه بحرب الاستنزاف واعداد القوات المسلحة واعداد الشعب المصري والامة العربية وكانت الجماهير في الشوارع تطالب بالتحرير ورد الكرامة للامة العربية، حاول العرب بقيادة مصر الرد وتحرير الارض في حرب 1973 التي اعلن فيها القوات المسلحة المصرية والعربية بلاء حسنا والحقت الهزيمة بالجيش الصهيوني بالمنظور التاريخي، الا ان للسياسة شروطها واملاءاتها فتدخلت الولايات المتحدة وغيرت مسار الحرب وفرضت ما سمي بمسار السلام الذي توج بكامب ديفيد 1979.
* اختتم القرن العشرين بمشروعين متكاملين يعيدان انتاج كل الخطط الاستعمارية السابقة منذ مؤتمر لندن 1907 وهما "مشروع الشرق الاوسط الجديد 1983 بناء على نتايج اتفاقيات كامب ديفيد وهو ما اعطى الامريكان والصهاينة حق تخطيط مستقبل المنطقة باعادة تقسيم المقسم على اساس طائفي وشعوبي وبعدم الاعتراف بالعرب وسيادتهم.
" ترتب على ذلك انتاج مشروع الابراهيمية الذي استهدف اعادة هندسة المنطقة ثقافيا ودينيا وتم توظيف جامعات ومراكز بحث باشراف اليمين المسيحي الصهيوني بهدف التوصل الى تخليق دين ارضي باسم الابراهيمية بدا العمل بهذه المهمه عام 1990 من اجل حل الصراع في المنطفة بصيغه ثقافيه دينية تقوم على الشراكة بين اليهودية والمسيحية والاسلام على قاعدة التسامح والعيش المشترك.
استنادا الى مرجعية النبي ابراهيم الخليل وهو ما يتطلب صياغة دين ارضي يحتكم اليه مستقبلا استنادا الى ان شعوب المنطفة متدينه ويمكن توظيف فائض القوة من علم وهيمنة لدى القوى الغربية لتسويغ هذا التوجه في منطقة يسودها التخلف لاحكام السيطرة واخراج العرب من التاريخ.
للحديث بقية
2 ) كيف يتم تنفيذ هذه الخطط على ارض الواقع المرير