الجودة ومراحل تقدمها(1 )
الدكتور المهندس / محمد المعموري
الجودة بالمفهوم العام هي مدى اكتمال المنتج بالشكل الذي يرضي المستهلك هذا المفهوم العام ولكن (للجودة مفهوم علمي عملت عليه الشركات العالمية منذ ان ادركت تلك الشركات اهمية الجودة في تطور انتاج منشأتها . (1)
الجودة هي مجموعة اجراءات تتخذ من قبل ادارة المشاة لا نتاج منتج يرضي المستهلك خالي من العيوب وفق اجراءات قياسية تخص المنشأة وتقوم عليها اسس ومفاهيم الجودة في تلك المنشأة .
خاصة وان جميع الشركات المنتجة في السوق العالمية سواء كانت الشركات الصناعية او الزراعية وكذلك شركات التصدير والاستيراد تتسابق لا يجاد افضل الطرق لا نتاج منتج خالي من العيوب ويرضي المستهلك كلا حسب اختصاصه ونوعية المنتج (1).
اصبحت الجودة هي البديهية التي يعمل عليها مخططي الانتاج في الشركات العالمية , ومن اجل ديمومة الشركات اصبحت الشركات تبحث عن الجزيئات التي تخص الجودة ,
ويجدر بالإشارة ان الجودة مرت بمراحل حتى وصلت الى حالها التي هي عليها الان . حيث اصبحت الجودة تدخل في مفهومها العام في جميع المنتجات لأنها الطريق السريع لجذب المستهلك وكذلك تعطي القوة للمنتج في الاسواق العالمية .
فنجد ان للشركات الكبرى مندوبين في العالم من اجل دعم منتجهم للوقوف على عيوب المنتج ان وجدت وتوثقها بتقارير ترسل للإدارة العليا للبت فيها وكذلك التعرف على مطالب المستهلكين لطرحها في الاسواق العالمية .
فاليوم الجودة تتابع من قبل الشركات للمنتج في الاسواق العالمية بواسطة خدمة ما بعد البيع وهذه الخدمة هي الخدمة المكملة لجودة المنتج اذ انها تعتبر القوة الرئيسية للمنتج في السوق العالمية
حيث ستكون المراقب الاساسي للمنتج في الاسواق العالمية وكذلك من خلال هذه الخدمة ستجد الادارة العليا الاخطاء من خلال تقارير مندوبيتها .وكذلك ستسجل رغبة العميل في تطوير المنتج بما يتناسب مع ذوقه وطبيعة المجتمع التي تحوي هذا السوق .
وحتى وصلنا الى هذه المرحلة فان الجودة مرة بمراحل عدة يجدر بنا ان نمر عليها لنتعرف على تلك المراحل وكيف تجاوزت تلك الشركات الأخطاء وكيف عملت على تقويمها ففي
المرحلة البدائية الاولى ( مرحلة قبل الخمسينيات ) من القرن الماضي وهي المرحلة التي كانت فيها الشركات تنتج المنتج ومن ثم تنتظر رجوع الفاشل منه لغرض اعادة تصحيح خط الانتاج , وهذه المرحلة بدائية كونها تفقد المنتج قوته في السوق الاستهلاكية وكذلك تؤدي الى خسائر كبيرة للشركة المصنعة وبالتالي فان المنتج سيقل الاقبال عليه وربما العزوف عن شرائه . كما هو الحال الان في بعض الاسواق العربية ومالمسناه من منتج رديء لصناعات صينية حتى ان الجميع عندما يسمع صناعة صينية يعزف عنها وان كانت ذات جوده عالية , (ونعتقد ان السياسة الصينية في تشغيل الايدي العاملة في الصين بجوده اقل ومنتج رديء هي سياسة خاطئة ستلاحق سمعة الصين الصناعية
المرحلة الاكثر تقدم من المرحلة السابقة وهي المرحلة ( مرحلة الستينيات ) التي غيرت الشركات من خطط استراتيجياتها وبعد اجراء المقارنة الاقتصادية لا نتاج المنتج ودراسة السوق العالمية مع تنافس الشركات ظهرت هذه المرحلة , حيث ان في هذه المرحلة اعتمدت الشركات على فحص المنتج في خط انتاجه الاخير وارجاع ما هو سلبي منه الى العملية الانتاجية لا عادة انتاجه او تلف الغير قابل الاعادة الانتاج . وهذه المرحلة ايضا كبدت الشركات خسائر كبيرة الا انها تعتبر المرحلة الاكثر قبولا للمستهلك كونها تطرح انتاج خالي من العيوب تقريبا. .
بعد ان استوعبت الشركات اهمية الجودة وتأثيرها على المنتج اصبحت الشركات تسعى لا يجاد الطرق الصحيحة والسريعة والخالية من العيوب والغير المكلفة في انتاج المنتج وبعد استيعابهم مدى اهمية الجودة . اعتمدت الشركات مبدا مراقبة المنتج في كل مرحلة من مراحلة الى ان يصل الى مرحلة تجهيز المستهلك وذلك من خلال قسم في الشركة ذو خبرة عالية سمي بقسم الجودة مهمته مراقبة المنتج واصدار التقارير للإدارة العاليات ومن ثم تجاوز العيوب في اثناء العملية الانتاجية .
مرحلة (السبعينيات )من القرن الماضي ومن خلال البحث والتطوير وسعي الشركات لا يجاد السبل الكفيلة بتخفيض العيوب وانتاج منتج خالي من العيوب وبموصفات عالية اعتمدت الشركات على المراقبة الذاتية للعامل الذي يشرف على العملية الإنتاج معتمدة على الحسابات التي يلاحظها العامل في كل جزء نت اجزاء العملية الانتاجية ومن خلال الملاحظات يتم معرفة المساحية للمنتج ومدى قبوليته لتكملت انتاجه قبل ان يتم الانتقال الى المرحلة الأخيرة منه . لكن عيوب هذه المرحلة انها تعتمد على خطا وصواب العامل .
مرحلة (الثمانينيات ) من القرن الماضي وجدت الشركات العالمية المنافسة ان من الضروري ان يكون جميع موظفي الشركة متدربين على الجودة وذلك من خلال تدريب كل قسم بما يتناسب مع المراحل الانتاجية لهذا المنتج حتى وصول المنتج الى المستهلك ..
مرحلة (التسعينيات)والى الان تطور المفهوم العام للجودة واصبحت الجودة ملائمة لثقافة الشركات واصبحت تدخل في ادارة المشاريع الشاملة في المنشاة وهذا نتيجة للاهتمام المتزايد في تعميق اسس ومفاهيم الجودة في منشئاتها والحصول على شهادات الجودة التي تنحها لهم النمنظومة القياسية
( ISO ) في هذا المجال , الذي ساعد على تطور مفهوم الشركات للجودة هو التقدم الهائل الذي حصل في مجال التكنلوجيا واستخدام الانترنيت وكذلك مرحلة العولمة التي بدات ببث افكارها في نهايات القرن العشرين . .
واذا اردنا ان نعرف الجودة فاننا سنجد تعريفا منشق من الكلمة اللاتينية (Qualitas ) والتي تعني بانها الطبيعة والطبيعة هي كل شيء يحتاج الى جهد واتقان لتحويله الى ما ينفع الانسان , والمعروفة في المصطلح العلمي العام للجودة (Quality ) .
واليوم اصبح مفهوم الجودة ذات ابعاد ودلالات كبيرة خاصة بعد التطور الهائل في المنظومة الصناعية وكذلك لم تقتصر الجودة على الشركات والمصانع اذ ان الجودة اليوم دخلت في جميع شعب الاقتصاد واصبحت العنوان الرئيسي لنجاح الاقتصاد وتقدمه .
ولكي نتعرف على مفهوم الجودة علينا ان نستشهد ببعض تعاريف الجودة والتي تم تعريفها من قبل ذو الاختصاص في هذا المجال :
تعريف فيشر (Fisher» ): الجودة هي درجة التألق والتميز وكون الأداء ممتازا أو كون خصائص أو بعض خصائص المنتج (خدمة أو سلعة) ممتازة عند مقارنتها مع المعايير الموضوعة من منظور المنظمة أو من منظور الزبون، كما أا تعني تحقيق أهداف ورغبات الزبائن باستمرار.(1)
تعريف كوران (Kwan ) : صنف مفهوم الجودة في خمسة اتجاهات هي: -
الجودة هي مدى قدرة المنظمة على انتاج وتقديم خدمة استثنائية، مميزة عن المنظمات الأخرى
الجودة هي مدى قدرة المنظمة على انتاج وتقديم خدمة تقترب من الكمال؛
لجودة هي مدى قدرة المنظمة على تلبية احتياجات الزبون بما يتناسب مع الأهداف المنشودة؛
الجودة هي قدرة المنظمة على إجراء التغيير في خدماا أو انتاجها وبما يتناسب مع حالة العرض والطلب في السوق
الجودة هي مدى قدرة المنظمة على تحقيق أرباح مالية أكثر.
تعريف جابلونسكي (Jablonski.J» : الجودة عبارة عن الخصائص الخاصة بالمنتوج أو الخدمة التي يدفع الزبون نقوده مقابل الحصول عليها، وبناء على مفهوم التركيز على الزبون يمكن أن تشمل الجودة على التشطيب النهائي أو وقت التسليم أو الحجم والتكلفة، درجة الاعتماد على المنتوج أو أي عوامل أخرى .
∙ تعريف جوران (Juran ) :الجودة هي مواءمة المنتج لاستعمال ودقته لمتطلبات العميل وذلك لما للجودة من أهمية في التصميم ولميسوريه (Availability ) التي تكفي لمستلزمات الضرورية للعمل، وبما يحقق الأمان للعاملين عند مزاولتهم لأعمالهم بشكل دقيق، إضافة إلى أن للزبون دور في وضع المواصفات الخاصة بجودة المنتج ودرجة ملائمة للاستعمال الذي وضع من أجله وما يطمح أن يكون عليه المنتج.
ما يهمنا هنا نحن كمهندسين في جميع الاختصاصات ان نضع موازيين الجودة في العملية الانتاجية التي نقوم بها . المهندس المدني على سبيل المثال عليه اولا استلام المشروع وفق خطة منهجية متسلسلة بحيث تقلل من هدر الوقت الجهد والمال . وكذلك المهندس الميكانيكي والكهربائي وجميع فروع الهندسة كون المهندس هو سيد المشروع وهو من يحدد نجاحه او فشله وهو من يرسم الاطر الصحيحة لا نتاج المنتج النهائي وفق المقاييس والضوابط المعمول بها .