بقلم إيمان محمد
أقدم لكم اليوم في مقالة جديدة من سلسلة مقالاتي - عمانيات فوق القمة رمز من رموز العطاء والجود والإخلاص لإبنة بارة من سيدات محافظة ظفار والتي اتخذت من العمل التطوعي وبالتحديد رعاية الأيتام تجارة رابحة مع الله في الدنيا والآخرة.
وكيف لا وقد أوصانا الله في كتابه العزيز" واما اليتيم فلا تقهر" وقال رسولنا الكريم " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما".
انها الاستاذة/ ابتهاج بنت سالم اليافعي مؤسسة ورئيسة جمعية البهجة العمانية في صلالة للأيتام عام ٢٠١٤م.
حصلت الاستاذة/إبتهاج اليافعي علي دبلوم الشهادة العامة عام ١٩٩٢م وكان لها دور رائد في إرساء دعائم مهنة رياض الأطفال بمحافظة ظفار منذ عام ١٩٩٤.
كما كانت السيدة إبتهاج هي أول سيدة من محافظة ظفار تحصل علي شهادة البكالوريوس في رياض الأطفال كلية التربية جامعة دمشق عام ٢٠٠٩م.
كما شاركت بالعمل التطوعي بجمعية المرأة العمانية في صلالة منذ عام ١٩٩٤ حتي عام ٢٠١١م حيث تخصصت في برامج الأطفال وذلك لحبها لعفوية الأطفال وصفاء مشاعرهم .
واختيرت أيضا السيدة ابتهاج اليافعي عضوة للشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية لمؤسسات رعاية الأيتام بالدول العربية عام ٢٠١٨م.
وقد نما لدي الأستاذة ابتهاج اليافعي منذ نعومة أظفارها حب العمل التطوعي وكانت قدوتها في ذلك ومثلها الأعلي السيدة الجليلة ميزون بنت احمد والدة السلطان قابوس طيب الله ثراه . وكذلك والدتها الكريمة
حينما كانت ترافقها دوما إلي جمعية المرأة العمانية في صلالة وايضا ما لاحظته من حب عضوات هذه الجمعية للعمل التطوعي ورضاهن التام بمساعدة الآخرين.
من أجل ذلك أصبح هدف السيدة إبتهاج هو كيفية تقنين العمل التطوعي من خلال إرساء أسس له وفق ضوابط وركائز من أجل تنمية هذا العمل واستقطاب كثير من فئات المجتمع للمشاركة فيه.
وبعد أن أطلقت وزارة التربية والتعليم مشروع صفوف التهيئة لرياض الأطفال لدخول المدارس ذهبت السيدة ابتهاج اليافعي الي بعض من المناطق الجبلية والنائية في ظفار لصقل مواهب النشء كما ألفت كتيب يتضمن منهج عملي في هذا الجانب .
وقد كان تكريم الأستاذةابتهاج اليافعي من قبل وزارة التنمية الاجتماعية عام ٢٠٠٦م بجائزة المرأة المجيدة للأعمال التطوعية دافعاً لها نحو التألق والإبداع في العمل التطوعي متمثل في رعاية الأيتام.
وجمعية البهجة العمانية
هي جمعية خيرية تطوعية غير ربحية
تكفل رعاية الأيتام بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة والافرادوترعي الجمعية ما يزيد علي ١٤٠٠ يتيم وتوفر لهم مساعدات مالية ومستلزمات مدرسية ومنزلية وصيانة لمنازلهم كما تقدم للأيتام الرعاية النفسية والاجتماعية والدينية والصحية.
كما وقعت جمعية البهجة العمانية عدة إتفاقيات لإقامة مشاريع مختلفة ومن أبرز هذه المشاريع حاليا المبني الوقفي وهو مبني تجاري مكون من ٧ طوابق للإستثمار وعوائده لرفد برامج الجمعية وضمان دخل مستدام لأسر الأيتام.
وتطمح السيدة إبتهاج خلال الفترة القادمة تحقيق رؤية الجمعية للإستدامة الشاملة من خلال بناء مباني خيرية للجمعية ومن هذه المشاريع المستقبلية مبني وقفي بإسم بر الوالدين وأيضا مزرعة بهجة وروضة بهجة العالمية.
وقد واجهت السيدة إبتهاج اليافعي الكثير من التحديات والصعاب والتي لم تثنيها ابدا عن حب العمل التطوعي والإخلاص والتفاني فيه.
وقد توج هذا الحب والإخلاص في العمل التطوعي بحصول الأستاذة إبتهاج اليافعي علي جائزة الطفولة من منظمة اليونيسيف عام ٢٠٠٩م.
كما حصلت علي جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي عام ٢٠١٣م.
وعلي المستوي الدولي حصلت الاستاذة إبتهاج اليافعي علي جائزة السنابل للتميز الخدمي للأيتام علي مستوي دول الخليج عام ٢٠١٦م.
وقد كان الفكر الإيجابي للسلطان قابوس طيب الله ثراه هو الملهم والدليل دوماً للسيدة ابتهاج في عملها فقد أسس رحمه الله لعمان مظلة قوية تهدف إلي التعايش والتراحم بين كل أفراد المجتمع العماني.
كما تري السيدة إبتهاج اليافعي أن المرأة في سلطنة عمان منذ فجر النهضة المباركة كانت شريك أساسي مع الرجل في التنمية .
كما أن جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه أولي إهتمام كبير لمشاركة المرأة في البناء والتنمية وركزت رؤية عمان ٢٠٤٠م علي مشاركة المرأة في شتي مناحي الحياة مما يعزز جهودها في التنمية الشاملة المستدامة.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أدعو للسيدة إبتهاج بالتوفيق والسداد في مسيرة العمل التطوعي لخدمة أبناء محافظتها وعُمان عامة وأن يجزيها الله خير الجزاء عن كل ماتقدمه من خلال الجمعية لأسر الأيتام.
وأتمني ان تكون نموذج يحتذى به فالإخلاص والعطاء والإهتمام بالعمل التطوعي لما له من أثر كبير في بناء أجيال واعدة قادرة علي بناء وتنمية وطنها.
كما ادعو من خلال مقالتي هذه جميع فئات المجتمع علي تقديم الدعم والمساعدة في إنجاح المشاريع المستقبلية لجمعية البهجة العمانية وسيعود ذلك حتما بالنفع وجزيل الثواب علي الجميع في الدنيا والآخرة.