الرضا والقناعة بقلم الكاتبة رفيف عبدالله الطائي
الرضا والقناعة عبارتان بسيطتان في المعنى ولكنهما تمثلان خلق جميل ومبدأ مريح.. لهما معنى يريح النفس والبال ألا وهو التعايش مع الواقع بحلوه ومره، ففي هاتين الكلمتين دلالات راقية تنم عن ذوق ورقي الخلق والفكر، عن مبدأ ثقافي وفكري للشخص الراضي والقانع بحياته.
ومن سمات المتحلي بجوهرتي الرضا والقناعة أنه دوما تراه يشكر ويثني على نعم الله له لا ينظر للآخرين وما لديهم، فهو مكتفي بما لديه، لذلك فهو يشعر بالسعادة الداخلية (سعادة الذات) والطمأنينة، كما أنه سلس في التعامل مع الظروف المحيطة به، وذلك لأنه استطاع بتميز أن يتعايش مع ظروف حياته بمرونة وببساطة.
هو حقا كأي شخص يتمنى أن يحصل على الأفضلية، ولكن لا يعني ذلك أنه يرفض واقعه بحلوه ومره بل هو يتعايش معه حتى في الظروف الصعبة، لذا فهو عند السعي لتحقيق أهدافه متوازن جداً.
ولتحقيق التوازن من هذه الناحية لابد أن تنظر للحياة بنوع من الرضا والقناعة، فهما من قيم ومباديء وأخلاقيات الدين الإسلامي، لذا جميل أن نسعى للدين، وجميل أن نحقق الأهداف المرجوة لنا في الدنيا. وكم رائع! أن تسعد لغيرك كما تسعد لنفسك، بمعنى التوازن ما بين الدين والدنيا... والتوازن ما بين حب الخير لذاتك وحب الخير للآخرين.
وبسبب الجوهرتين الرضا والقناعة يصل الانسان بذاته إلى أخلاقيات مهمه وهي: السعادة حيث أنهما سر للراحة والطمأنينة، كما إنهما سر للتعايش بسلام مع الحياة الدنيا، مما يؤدي إلى سعادة الذات وهي العامل المسبب لصفة التسامح مع الحياة ومع الآخرين والأهم التسامح مع الذات.
وللتحلي بجمال وروعة الرضا والقناعة لابد من التعايش السلمي مع الذات ومع الظروف المحيطة من خلال تجاوز المحن والمشاكل باختلافها وتنوعها، فلا تخلو الحياة الدنيا منها، لابد من تخطي العقبات والتحديات التي تسبب نوع من الإحباط والرجوع للخلف أو التوقف عن مشكلة الهدف.
لذا لابد من صنع السعادة الذاتية، فلن يأتي أحد لصنع سعادتك، اسعى لصناعة السعادة في حياتك، فالسعادة الذاتية من أساسيات الرضا والقناعة، ولكي تحصل على كل ما تحب وترغب وتتمنى ولأجل التعايش بشكل مريح لا بد أن تصوغ حياتك بالتوازن عن طريق كنزين وهما الرضا والقناعة، فهما الثروة الحقيقية لك والتي تجلب إليك الكثير من الثروات الأخلاقية التي تتحلى بها الذات الإنسانية.
ومن أهم عناصر كنزي الرضا والقناعة...التحلي بالصبر وعدم الإحباط، وتخطي التحديات والعقبات التي قد تواجهها عند تحقيق أهدافك، أو في ظروف حياتك الاجتماعية والعملية، لابد من الرؤية الإيجابية للحياة لتعش بأمان، لذا لابد أن تصل لمرتبة عالية تسمى سلام الذات، واسعَ إليها بكل ما تستطيع.
ومن أهم أساسيات هذا الكنز الثمين عدم النظر لحياة الآخرين، لا تشغل نفسك بالغير وكيف هو؟ ولماذا؟ وجميع التساؤلات حول الآخرين التي قد تعكر صفو ذهنك وراحتك النفسية، تأكد لكل شخص ظروف حياته الخاصة به فله أفراحه وله أحزانه فلا تشغل نفسك بالغير واشغل نفسك بشكر الله على النعم التي وهبها إليك. تأكد ما لديك من خير وسعادة قد ينظر الآخرون لها بحب وشغف وغبط لك. ارضَ واقنع بحياتك فقد يتمناها غيرك.
وتأكد كل ما وصلت لأعلى المراتب في الرضا والقناعة بما وهبك إياه الله سبحانه وتعالى سيزيدك من نعمه وأفضاله، قال سبحانه وتعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
واعلم، عندما يصل الانسان لدرجة الرضا والقناعة تشرق شمسه الجديدة بالسعادة والسلام، ويضيء قمره بالراحة والطمأنينة، ويزداد تعلقه بالله سبحانه وتعالي، فيحبه الله ويهبه من نعيمه وخيره.
إن ابتسامة الوجه اللحظية والسعادة الوقتية أساسها الرضا والقناعة، فلتجعل من ابتسامتك ونور وجهك دائمة وليست لوقت معين.
فالقناعة والرضا أمل مشرق، كنز ثمين يتمناه غيرك، سعادة ورضا تتحلى أنت بها وقد يفتقرها الآخرين، صفاء ونقاء للنفس تصلك لمرتبة الشعور بسلام الذات والتسامح مع الذات ومع الآخرين، والأهم السلام والتسامح والتعايش مع الحياة الدنيا بمدها وجزرها.
جوهرتي الرضا والقناعة أن ترضى بالموجود وتستغني عن المفقود فكل ظروف الحياة جميلة استمتع بحياتك واقنع وارضَ بها تعايش مع وضعك مهما كل ففي ذلك راحة وطمأنينة وسكينة لك أنت، أيضا لا تشغل نفسك بالآخرين وتفرض قناعتك عليهم فلكل شخص وجهة نظره في حياته.
عش بسعادة وأمان وأقتني أغلى جوهرتين في هذه الدنيا الرضا والقناعة فبها تعش بتسامح وسلام مع الحياة ومع نفسك ومع الآخرين.